لغيره؟ فأحلف عليّ عبد الرّحمن بن عوف أن لا يميل إلى هوى وأن يؤثر الحقّ وأن يجتهد للأمّة ، وأن لا يحابي ذا قرابة ، فحلف له ، فقال : اختر مسدّدا. وكان ذلك في دار المال ويقال في دار المسور بن مخرمة.
ثم إنّ عبد الرّحمن أحلف رجلا رجلا منهم بالأيمان المغلظة ، وأخذ عليهم المواثيق والعهود أنّهم لا يخالفونه إن بايع منهم رجلا وأن يكونوا معه على من يناويه ، فحلفوا على ذلك ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال له : عليك عهد الله وميثاقه إن بايعتك أن لا تحمل بني عبد المطّلب على رقاب الناس ، ولتسيرنّ بسيرة رسول الله (ص) لا تحول عنها ولا تقصر في شيء منها ، فقال عليّ : لا أحمل عهد الله وميثاقه على ما لا أدركه ولا يدركه أحد. من ذا يطيق سيرة رسول الله (ص) ولكنّي أسير من سيرته بما يبلغه الاجتهاد منّي ، وبما يمكنني وبقدر علمي. فأرسل عبد الرّحمن يده. ثمّ أحلف عثمان وأخذ عليه العهود والمواثيق أن لا يحمل بني أميّة على رقاب الناس وعلى أن يسير بسيرة رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر ولا يخالف شيئا من ذلك ، فحلف له. فقال عليّ : قد أعطاك أبو عبد الله الرّضا فشأنك فبايعه. ثمّ إنّ عبد الرّحمن عاد إلى عليّ فأخذ بيده وعرض عليه أن يحلف بمثل تلك اليمين أن لا يخالف سيرة رسول الله وأبي بكر وعمر ، فقال عليّ : عليّ الاجتهاد ، وعثمان يقول: نعم ، عليّ عهد الله وميثاقه وأشدّ ما أخذ على أنبيائه أن لا اخالف سيرة رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر في شيء ولا أقصر عنها. فبايعه عبد الرّحمن وصافحه وبايعه أصحاب الشورى ، وكان عليّ قائما ، فقعد ، فقال له عبد الرحمن : بايع وإلّا ضربت عنقك. ولم يكن مع أحد يومئذ سيف ، فيقال : إنّ عليّا خرج مغضبا فلحقه أصحاب الشورى ، فقالوا : بايع وإلّا جاهدناك ، فأقبل معهم يمشي حتّى بايع عثمان) ا ه.
في هذا الخبر حذف من أوّل قول عبد الرحمن (وسيرة الشيخين) ونقل