إليه.
فقال : إنّي قد كنت كارها لأمركم فأبيتم إلّا أن أكون عليكم. ألا وإنّه ليس لي أمر دونكم ، ألا إنّ مفاتيح مالكم معي. ألا وإنّه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم. رضيتم؟
قالوا : نعم.
قال : اللهمّ اشهد عليهم. ثمّ بايعهم على ذلك.
وروى البلاذري (١٢٥) وقال :
وخرج عليّ فأتى منزله ، وجاء الناس كلّهم يهرعون إلى عليّ ، أصحاب النبيّ وغيرهم ، وهم يقولون : (إنّ أمير المؤمنين عليّ) حتّى دخلوا داره ، فقالوا له : نبايعك ، فمدّ يدك فإنّه لا بدّ من أمير. فقال عليّ : ليس ذلك إليكم إنّما ذلك إلى أهل بدر ، فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة. فلم يبق أحد من أهل بدر إلّا أتى عليّا ، فقالوا : ما نرى أحدا أحقّ بهذا الأمر منك .... فلمّا رأى عليّ ذلك صعد المنبر ، وكان أوّل من صعد إليه فبايعه طلحة بيده ، وكانت إصبع طلحة شلّاء فتطيّر منها عليّ وقال : ما أخلقه أن ينكث.
روى الطبري (١٢٦) : (أنّ حبيب بن ذؤيب نظر إلى طلحة حين بايع فقال : أوّل من بدأ بالبيعة يد شلّاء لا يتمّ هذا الأمر ...) انتهى.
* * *
بعد دراسة الواقع التاريخي في إقامة الحكم في صدر الإسلام ، ندرس في ما يأتي رأي المدرستين في الخلافة والإمامة ونبدأ بذكر آراء مدرسة الخلافة.
__________________
(١٢٥) الأنساب ٥ / ٧٠. وقد روى الحاكم في المستدرك ٣ / ١١٤ تشاؤم علي من بيعة طلحة.
(١٢٦) الطبري ٥ / ١٥٣ وط. اوربا ١ / ٣٠٦٨.