لا تنعقد إلّا بجمهور أهل العقد والحلّ من كلّ بلد ليكون الرضا به عامّا والتسليم لإمامته إجماعا ، وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر (رض) على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها.
وقالت طائفة أخرى :
أقل من تنعقد به منهم الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بأمرين : أحدهما ، أنّ بيعة أبي بكر (رض) انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثمّ تابعهم الناس فيها ، وهم عمر بن الخطاب ، وأبو عبيدة بن الجراح (٧) ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسالم مولى أبي حذيفة (رض). والثاني ، أنّ عمر (رض) جعل الشورى في ستّة ليعقد لأحدهم برضا الخمسة. وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلّمين من أهل البصرة.
وقال آخرون من علماء الكوفة : تنعقد بثلاثة يتولّاها أحدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكما وشاهدين كما يصحّ عقد النكاح بوليّ وشاهدين.
__________________
(٧) أبو عبيدة ، عامر بن عبد الله بن الجراح : كان حفّارا للقبور بمكّة شهد بدرا وما بعدها ومات بطاعون عمواس ـ كورة قرب بيت المقدس ـ سنة ١٨ ه. روى عنه أصحاب الصحاح ١٤ حديثا. ترجمته بأسد الغابة وجوامع السيرة ص : ٢٨٤ ، وطبقات ابن سعد ، ط. أوربا ٢ / ٢ / ٧٤.
وأسيد بن حضير : مرّت ترجمته في ص ١٥٢ ، الهامش رقم (١٦).
وبشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي : يقال أول من بايع أبا بكر ، وكان حاسدا لسعد بن عبادة ، وقتل يوم عين التمر مع خالد. أخرج حديثه النسائي في سننه. راجع عبد الله بن سبأ ١ / ٩٦. والتقريب ١ / ١٠٣. وأسد الغابة.
وأبو عبد الله ، سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة الأموي : كان من اصطخر فارس أعتقته ثبيتة الأنصارية زوج أبي حذيفة فتبناه أبو حذيفة ولذلك عدّ من المهاجرين هاجر إلى المدينة قبل رسول الله وكان يؤم المهاجرين فيها وفيهم عمر بن الخطاب لأنه كان أقرأهم للقرآن ، آخى الرسول بينه وبين معاذ من الأنصار. قتل يوم اليمامة. ترجمته بأسد الغابة والإصابة.