الرّسول ، ومن الإمام السابق بالإجماع ، وتثبت ببيعة أهل الحل والعقد خلافا للشيعة. دليلنا ثبوت إمامة أبي بكر (رض) بالبيعة.
وقال :
إذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة ، فاعلم أنّ ذلك لا يفتقر إلى الإجماع ، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع ، بل الواحد والاثنان من أهل الحلّ والعقد كاف ، لعلمنا أنّ الصّحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك كعقد عمر لأبي بكر ، وعقد عبد الرّحمن بن عوف لعثمان ، ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة فضلا عن إجماع الأمّة. هذا ولم ينكر عليهم أحد ، وعليه انطوت الأعصار إلى وقتنا هذا (١٧).
ووافق القاضي الإيجي شرّاح كتابه كتاب المواقف مثل السيد الشريف الجرجاني (ت : ٨١٦ ه) (١٨).
وجوب طاعة الإمام وإن خالف الرسول (ص)
روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال : قال رسول الله :
«يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشّياطين في جثمان إنس» قال :
قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال :
«تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع».
وروى عن ابن عباس أنّ رسول الله قال :
«من رأى من إمامه شيئا يكرهه فليصبر ، فإنّه من فارق الجماعة شبرا
__________________
(١٧) المواقف في علم الكلام ، ط. مصر ١٣٢٥ ه ، ٨ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ تأليف القاضي عبد الرحمن بن أحمد الإيجي ، توفّي بالسجن عام ٧٥٦ ه.
(١٨) السيد الشريف الجرجاني في شرحه على المواقف والّذي طبع مع الكتاب بمصر.