أولئك إلى بلاد الإسلام ، ونشروها بشتّى وسائل النّشر وبأسماء مختلفة وعناوين مشوّقة للنفوس.
وكان من هؤلاء : السير سيّد أحمد مؤسّس جامعة عليگره الإسلاميّة في الهند ، وأحمد لطفي السيّد أستاذ الجيل ، وقاسم أمين نصير المرأة في مصر. وكذلك فعلوا في العراق وإيران وغيرها من البلاد الإسلاميّة (١٢).
وكان من الطبيعيّ أن تقوم بين هؤلاء وبين حفظة الفكر الإسلامي الأصيل حرب يعين فيها المستعمر وعملاؤه والمغرر بهم تلاميذ المستشرقين.
وكان أفتك سلاح بأيدي هؤلاء ما تذرّعوا به في حرب الإسلام باسم تعريف الإسلام وتاريخه وتعريف الشّخصيّات الإسلامية ، مثل ما فعل السير سيّد أحمد حين كتب تفسير القرآن حسب زعمه ، وجرجي زيدان في قصصه. وجلّ محاولات هؤلاء وأساتذتهم المستشرقين ترمي إلى شيء واحد وتستهدفه ، وهو ما قاله أحدهم : (لا يقتل الدين إلّا بسيف الدين)!
وفي سبيل تحقيق هذه الخطّة أخذوا يفسّرون القرآن ويشرحون الحديث النبويّ الشريف ويكتبون سيرة الرسول (ص) والأئمة ، يحاولون في كلّ ما يعملون أن يجرّدوا الجميع من الاتّصال بالغيب ، وعرضها على أنّها من طبيعة البشر ، ثمّ يلوّحون من طرف خفيّ ، وأحيانا يصرّحون جليّا : أنّ كلّ فرد منهم وكلّ شيء من الإسلام كان متناسبا مع زمانه وكان تقدميّا في عصره
__________________
(١٢) هؤلاء وأمثالهم من دعاة الحضارة الغربية في البلاد الإسلامية ومهدّمي الأعراف الإسلاميّة ومخالفي أحكامها. وقد ناقشنا بعض ما نشره هؤلاء من الفكر الغربي المستورد ، وأصدرنا الجزء الأوّل منه في العراق ، وامتنعت دور النشر من نشره ، كما منعت الحكومة المارونية اللّبنانية يوم ذاك من دخول الكتاب إلى لبنان ، فلم نتمكّن من إصدار بقيّة أجزائه ، ووجدنا أفضل ما نشر في هذا الصدد كتاب (أجنحة المكر الثلاثة) تأليف عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ، من سلسلة (أعداء الإسلام) ، ولنا بعض المؤاخذات على الكتاب.