الركن اختصموا فيه ، كلّ قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى ، حتّى تحاوروا وتحالفوا ، وأعدّوا للقتال ، فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ، ثمّ تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة ، فسمّوا (لعقة الدم) (٥).
ب ـ البيعة في الإسلام
كانت البيعة ، أي : صفق اليد على اليد ، في لغة العرب علامة على وجوب البيع ، وأصبحت في الإسلام علامة على معاهدة المبايع المبايع له أن يبذل له الطاعة في ما تقرّر بينهما ، ويقال : بايعه عليه مبايعة : عاهده عليه.
وورد في القرآن الكريم في قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) الفتح / ١٠.
ونذكر من سنّة الرسول (ص) ثلاث مرّات أخذ الرسول (ص) فيها البيعة من المسلمين :
١ ـ البيعة الأولى
إنّ أول بيعة جرت في الإسلام بيعة العقبة الأولى ، أخبر عنها عبادة بن الصامت وقال :
(وافى موسم الحج من الأنصار اثنا عشر رجلا ممن أسلم منهم في المدينة ، وقال عبادة :
بايعنا رسول الله (ص) بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب ، على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ،
__________________
(٥) سيرة ابن هشام ١ / ٢١٣.