٥ ـ وعن ابن مسعود قال :
قال (ص) : «سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنّة ويعملون بالبدعة ، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها». فقلت : يا رسول الله! إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال : «تسألني يا ابن أمّ عبد كيف تفعل؟ لا طاعة لمن عصى الله» (١٥).
٦ ـ وعن عبادة بن الصامت في حديث طويل آخره :
«فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلوا بربكم» (١٦).
وفي رواية :
«لا تضلوا بربكم» (١٧).
يتّضح لنا من دراسة البيعة في سنّة الرسول (ص) أنّ للبيعة ثلاثة أركان :
أ ـ المبايع.
ب ـ المبايع له.
ج ـ المعاهدة على الطّاعة للقيام بعمل ما.
وتقوم البيعة أولا على تفهّم ما يطلب الطاعة على القيام به ، ثمّ تنعقد المعاهدة بضرب يد المبايع على يد المبايع له بالكيفيّة الواردة في السنّة ، والبيعة على هذا مصطلح شرعيّ ، غير أنّ شروط تحقّق البيعة المشروعة في الإسلام غير واضحة لكثير من المسلمين اليوم ، فنقول :
تنعقد البيعة في الإسلام إذا توفرت فيها الشروط الثلاثة التالية :
__________________
(١٥) سنن ابن ماجة ٢ / ٩٥٦ ، ح ٢٨٦٥. ومسند أحمد ١ / ٤٠٠ وفي لفظ : ليس طاعة لمن عصى الله.
(١٦) مسند أحمد ٥ / ٣٢٥ عن عبادة بن الصامت وأنه روى الحديث في دار عثمان عند ما شكاه معاوية إلى عثمان فجلبه عثمان إلى المدينة ، ومختصر الحديث برواية عبادة في ص ٣٢٩ منه.
(١٧) تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧ / ٢١٥.