عشر آيات من سورة البراءة للمخاطبين بها مباشرة وظيفة تبليغية خاصة بالرسول ، ولن يؤدي هذه الوظيفة عن الرسول إلّا هو أو رجل منه وهو عليّ بن أبي طالب وصيّه على شريعته. كما ستأتي الروايات في تعيين الوصيّ للرسول (ص) في بحث الوصيّة إن شاء الله تعالى ، ومن ثمّ ندرك أنّ التبليغ عن الله مباشرة وظيفة وولاية للرسول ووصيّه.
يؤتي الله خلفاءه ما يعجز عنه البشر :
أحيانا تقتضي حكمة الله أن يأتي خليفته ـ الذي جعله إماما للناس ومبلغا لكتابه وشريعته ـ بآية تدلّ على صدقه في ما يبلّغ عن الله ، وتسمى تلك الآية في العرف الإسلامي بالمعجزة ؛ لعجز البشر عن الإتيان بمثلها.
كما أخبر الله تعالى عن بعض ما أتى به رسولاه موسى وعيسى (ع) وقال في خبر ما أتى به كليمه موسى عليهالسلام :
أ ـ في سورة الاعراف :
(فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (١٠٧).
(وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (١٠٨).
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (١١٧).
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) (١٦٠).
ب ـ في سورة الشعراء :
(فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (٣٢).
(فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٤٥).
(فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ