كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (٦٣).
وأخبر جل ذكره عما آتى رسوله عيسى بن مريم (ع) في سورة المائدة ، فقال تعالى:
(... إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي ...) (١١٠).
وفي سورة آل عمران حكى عن عيسى (ع) أنّه قال :
(... وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ...) (٤٩).
وأخبر تعالى عن ما آتى داود وسليمان الوصيين على شريعته في سورة الأنبياء وقال عزّ اسمه :
(وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ...) (٧٩).
(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ... * وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ ...) (٨١ ـ ٨٢).
وليس من الضروري أن يؤتي الله جميع الأئمة جميع المعجزات كما لم يذكر سبحانه عن هود ولوط وشعيب أنّه آتاهم معجزات موسى وعيسى وداود وسليمان صلوات الله عليهم أجمعين ، وكذلك لم يمكّن الناس بعض الرسل من أن يحكموا بينهم بالعدل ، وكذلك لم يتسنّ للرسول موسى (ع) ولخاتم الرسل محمد (ص) أن يحكما بين الناس في أوّل أمرهما ، بينما هم أئمة خلفاء منذ بدء تكليفهم بالتبليغ. إذا فإنّ الخلافة والإمامة ملازمتان لتعيين الله صفيّا من أصفيائه لتبليغ كتابه ودينه ، وليستا ملازمتين للحكم بين الناس وإتيان