فاسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيّه عبد الملك بن مروان (٢٨).
ولمّا قيل في مجلس المهديّ العباسيّ : إنّ الخليفة الأموي الوليد كان زنديقا ، قال المهدي :
خلافة الله عنده أجلّ من أن يجعلها في زنديق (٢٩).
واشتهر ذلك على لسانهم في العصر الأموي والعصر العباسي ، وورد ذكره في شعر الشعراء ، كما قال جرير في قصيدة أنشدها في الخليفة عمر بن عبد العزيز وقال :
خليفة الله ما ذا تأمرون بنا |
|
لسنا إليكم ولا في دار منتظر(٣٠) |
وإنّ عمر بن عبد العزيز مع اشتهاره بالتديّن لم ينكر ذلك من قول جرير.
وقال ـ أيضا ـ مروان بن أبي حفصة (ت : ١٨٢) في الخليفة أبي جعفر المنصور في قصيدته الّتي مدح بها معن بن زائدة الشيباني (ت : ١٥١ ه) حيث قال :
ما زلت يوم الهاشمية معلنا |
|
بالسيف دون خليفة الرحمن |
فمنعت حوزته وكنت وقاءه |
|
من وقع كلّ مهنّد وسنان (٣١) |
ب ـ في العصر العثماني :
في عصر العثمانيّين استعمل لفظ الخليفة اسما لسلطان المسلمين
__________________
(٢٨) سنن أبي داود ٢ / ٢١٠ ، ح ٤٦٤٥ باب في الخلفاء
(٢٩) تاريخ ابن الأثير ١٠ / ٧ ـ ٨.
(٣٠) شرح شواهد المغني للسيوطي ، ط. منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت ١ / ١٩٧.
(٣١) الكنى والألقاب للقمّي ١ / ٢٥٢.