من الأماكن المتبرّكة إلى جانب تهديمهم قبور أئمة المسلمين وأمّهات المؤمنين وعمّ الرسول (ص) وابن الرسول (ص) وصحابته وشهداء أحد!؟
ولا يفعل مثل ذلك مع اليهود وتوراتهم وبيعهم والنصارى وكنائسهم ، وفيها ما فيها من الصلبان وتماثيل عيسى ومريم (ع) وهم يعلنون أنّ عيسى ربّهم وأنّ الله ثالث ثلاثة ـ معاذ الله ـ وإنّما يعاهدون ولا يقال لهم : أنتم مشركون!
ثم إنّ المسائل المذكورة ونظائرها ليست مسائل تخصّ الفرد المسلم ـ مثل إسبال اليدين في الصّلاة ، الّذي تراه مدرسة أهل البيت والمالكية ، خلافا للأحناف والحنابلة الّذين يرون وجوب التكتف ؛ ومثل الاختلاف في غسل الرجلين أو مسحهما في الوضوء ممّا يتيسّر للفرد المسلم أن يعمل بموجب ما ثبت لديه حكمه اجتهادا أو تقليدا ، ويستطيع الفرد الآخر المخالف له في الرأي أيضا أن يعمل بموجب ما ثبت لديه حكمه ، ويمكن لهما مع ذلك أن يعيشا في وفاق في مجتمع إسلامي واحد ـ وإنّما هي ممّا يبنى المجتمع الإسلامي عليها ، فإمّا أن يبنى المجتمع على هذه العقيدة وتزول تلك ، وإمّا أن يبنى على تلك وتزول هذه.
وهي ليست بعد قضايا سياسية غير دينيّة يمكن التغاضي عنها حفظا لوحدة المسلمين ، وإنّ نشر ملايين النسخ من أمثال كتاب (وجاء دور المجوس) بأسماء مستعارة وغير مستعارة ، وإنفاق بعض الحكومات على أمثالها ، لتنسب إلى أمّة كبيرة من المسلمين الخروج عن الإسلام ، وإنفاقها ملايين الملايين في نشر دعايتها في آلاف المعاهد والمساجد والمدارس بجميع أقطار الأرض : أنّ ما عداهم من المسلمين مشركون ، إضافة إلى إيفاد آلاف المبعوثين كذلك إلى جميع أقطار الأرض لنشر دعايتها من جانب واحد ، فإنّ كلّ ذلك لم يكن بدافع سياسيّ غير ديني.