وندرك من فحوى الآيتين المذكورتين أعلاه أن شرط الإمام في الإسلام إن كان كتابا أن يكون منزلا من قبل الله على رسله لهداية النّاس كما كان شأن كتاب محمّد (ص) : القرآن الكريم ، ومن قبله كتاب موسى : التوراة ، وكذلك شأن كتب سائر الأنبياء (٣٦).
وإن كان إنسانا أن يكون معيّنا من قبل الله لقوله تعالى :
(إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) و (عَهْدِي).
وأن يكون غير ظالم لنفسه ولا لغيره أي غير عاص لله لقوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
وفي ضوء ما سبق يصحّ القول بأنّ الإمام في الاصطلاح الإسلامي هو :
أ ـ الكتاب المنزل من قبل الله على رسله لهداية النّاس.
ب ـ الإنسان المعيّن من قبل الله لهداية الناس وشرطه أن يكون معصوما من الذنوب.
سادسا ـ الأمر وأولو الأمر
لمعرفة معنى (الأمر) و (أولي الأمر) وهل هما مصطلحان شرعيّان أم لا؟ نستعرض في ما يلي موارد استعمالهما في لغة العرب وعرف المسلمين والنصوص الإسلامية كتابا وسنة ، فنقول :
أ ـ في لغة العرب
ورد في سيرة ابن هشام ، والطّبري ، وغيرهما ، أنّ رسول الله كان يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب ، يدعوهم إلى الإسلام ، ويخبرهم أنه نبيّ
__________________
(٣٦) راجع مادة : (الكتاب) في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.