الحروب ، ومن أجل ذلك أخذ برأيهم مع علمه بأنّ رأيهم غير صائب. أمّا في غزوة الخندق ، فقد كانت المشاورة كيدا كاد به المشركين ، وقد نجحت خطّته صلوات الله عليه وآله.
الثاني ـ مناقشة الاستدلال بالبيعة
عرفنا في ما سبق :
أنّ البيعة كالبيع تنعقد بالرضا والاختيار وليس بحدّ السيف والجبر.
وأنّه لا بيعة في معصية.
ولا في خلاف ما أمر الله به.
وأنّه لا بيعة لمن يعصي الله.
وعرفنا أنّ أوّل بيعة أخذت بعد رسول الله هي البيعة للخليفة أبي بكر ، وعلى صحّتها تتوقّف صحّة بيعة الخليفة عمر ، لأنّها أخذت بأمر من الخليفة أبي بكر. وعلى صحّة بيعة الخليفة عمر تتوقّف صحّة بيعة الخليفة عثمان ، لأنّها أخذت بأمر من الخليفة عمر حين أمر أن يبايعوا من الستّة القرشيّين من بايعه عبد الرحمن بن عوف ، وأن يقتلوا من خالف.
وعرفنا كيف أخذت البيعة للخليفة أبي بكر غلابا في سقيفة بني ساعدة ، ثمّ بمساعدة قبيلة بني أسلم في سكك المدينة ، وكيف حملت النار إلى بيت فاطمة (ع) ابنة رسول الله (ص) لأنّه قد تحصّن فيه من أبى أن يبايع ، وأنّ بني هاشم لم يبايعوا مدّة حياة ابنة رسول الله (ص) ، وأنّ الجنّ قتلت سعد بن عبادة بسهمين لأنّه لم يبايع!
* * *
كان هذا شأن أخذ البيعة في المدينة. أما خارج المدينة ، فكان شأن من امتنع عن بيعة الخليفة أبي بكر وأبى أن يدفع الزكاة لجباة الخليفة ، قتل الرجال ، وسبي النساء ، وسلب الأموال.