نساءهم وأموالهم.
وكبس بخيله في جوف اللّيل حيّ بني حجر من كندة ، فقتل منهم مائتي رجل ، وأسر خمسين ، وفرّ الباقون ، واحتوى على النساء والأولاد.
ثم قاتله الأشعث بن قيس وحاصره في مدينة (تيم) واسترجع منه الأموال والذّراريّ وردّها إلى أهلها ، فأرسل الخليفة إلى الاشعث كتابا يسترضيه فقال الأشعث للرسول :
إنّ صاحبك أبا بكر يلزمنا الكفر بمخالفتنا له ، ولا يلزم صاحبه الكفر بقتله قومي وبني عمّي.
فقال له الرسول : نعم يا أشعث! يلزمك الكفر لأنّ الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك لجماعة المسلمين.
فضربه غلام من بني عمّ الأشعث بسيفه فقتله ، واستحسن فعله الأشعث فغضب من ذلك عامّة أصحاب الأشعث حتى بقي في قريب من ألفي رجل. فكتب زياد إلى أبي بكر يخبره بقتل الرسول وأنهم محاصرون. فاستشار الخليفة المسلمين في ما يصنع فأشار عليه أبو أيّوب الأنصاري وقال :
إنّ القوم كثير عددهم وإذا همّوا بالجمع جمعوا خلقا كثيرا ، فلو صرفت عنهم الخيل في عامك هذا رجوت أن يحملوا الزكاة إليك بعد هذا العام طائعين.
فقال أبو بكر : والله لو منعوني عقالا واحدا ممّا كان النبيّ وظفه عليهم لقاتلتهم عليه أبدا أو ينيبوا إلى الحقّ. ثمّ كتب إلى عكرمة بن أبي جهل أن يسير بمن أجابه من أهل مكّة إلى زياد ويستنهض من مرّ عليه من أحياء العرب. فخرج في ألفي فارس من قريش ومواليهم وأحلافهم ، ثمّ سار إلى مأرب. وبلغ ذلك أهل دبا فغضبوا وقالوا نشغله عن محاربة بني عمّنا من كندة ، وأخرجوا عامل أبي بكر. فكتب أبو بكر إليه أن يسير إليهم ، وأن