هكذا تمّت بيعة الخليفة أبي بكر والّتي يصفها الخليفة عمر بأنها كانت فلتة ، وعليها بنيت خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وبها يستدلّون.
الثالث ـ مناقشة الاستدلال بعمل الصّحابة
إنّ الاستدلال بعمل الصّحابة يتمّ لو كانت سيرتهم مصدرا للتشريع الإسلامي في عداد الكتاب والسنّة ونزل فيهم ما نزل في رسول الله (ص) مثل قوله تعالى :
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب / ٢١.
وقوله :
(ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر / ٧.
وبدون ذلك لا حجّة علينا في عمل الصّحابة. ثمّ لسنا ندري بمن نقتدي ، وعمل بعضهم وأقوالهم يخالف البعض الآخر ، ومن ثمّ اختلفت آراء العلماء في كيفيّة إقامة الخلافة ، أتقام ببيعة رجل لأنّ العبّاس عمّ النبي (ص) قال لعلي (ع) : (امدد يدك أبايعك يبايعك الناس) أم بقول الخليفة عمر حين قال : (بيعة أبي بكر فلتة) أم نقتدي بمعاوية حين شهر السيف في وجه الخليفة الشرعيّ الإمام علي (ع)؟ ولا نرى حاجة إلى المناقشة أكثر مما بيّنّا. أمّا ما استدلّ بعضهم بقول الإمام عليّ في نهج البلاغة ، فسندرسه في ما يأتي:
__________________
ـ قيس الكندي ص ١٢٢ ـ ١٢٣. والحموي في مادة : حضرموت من معجم البلدان ، وفتوح ابن أعثم ١ / ٥٧ ـ ٨٥. وتمام الخبر في عبد الله بن سبأ ٢ / ٣٩٣ ـ ٤١٠.