هذا مطوّعهم لو يطيح بيدي أذبحو وألطع دمّو. فانبرى له أحد الحجّاج وقال :
لما ذا نحن مشركون نحن حججنا بيت الله ، زرنا قبر النبيّ ...!؟ فإذا به يرعد ويزيد ويقول له :
أشركت ، لو يجيء أبو أبو سعود ما يحامي عنك. ويش محمد ؛ محمد رجّالا مثلي. (أي لا يستطيع الملك بسلطته ولا يستطيع جدّه سعود أن ينجيك منّي. وأيّ شيء كان محمدا ، محمّد كان رجلا مثلي وقد مات وانتهى أمره).
فارتعد الحاجّ العراقي وقال :
ما ذا أقول؟ ما ذا أقول؟ فقال له :
قل ما هو ضار إلّا الله ، ما هو نافع إلّا الله. فردّد الحاجّ ما لقّنه إيّاه. فانبرى له حاج عراقي آخر وقال له :
محمد رجالا مثلك!؟ فأكّد قوله ثانية وقال :
محمد رجالا مثلي ، مات! فقال له الحاجّ :
محمّد نزل عليه القرآن فهل ينزل عليك القرآن؟ فلم يحر جوابا ، وبادرنا ركوب السيّارات وتحرّكت بنا.
وكان في ركبنا حاجّ يحمل جواز سفر سعوديّا ويسكن العراق. فلمّا بلغنا الحدود وشاهده موظّف الجوازات السعوديّ ، انتهره وقال له مستهزئا ومستنكرا :
تترك بلاد الإسلام وتسكن بلاد الشرك!؟
فأخذ الحاجّ السعودي يتذلل له ويتخشّع له ويطلب جواز سفره ، حتّى أعاده إليه!!