في السفرة الثّانية :
كان علماء العراق يوم ذاك يحملون همّ إعادة الأحكام الإسلاميّة إلى المجتمع ، يوقظون أبناء الأمّة الإسلاميّة في سبيل المطالبة بها ، في مساجدهم واحتفالاتهم ومهرجاناتهم ، ويعارضون السّلطة في تشريعها قوانين مخالفة للأحكام الإسلاميّة. وكنا نتنسّم أخبار تحرّكات المسلمين في هذا السبيل في أيّ مكان كان ، نؤيد ثورة الجزائر على فرنسا وندعم الثورة الفلسطينية بكلّ ما أوتينا من حول وقوّة ، ونستطلع أخبار الثورة الأريتيرية على الأحباش ، ونرى من لوازم نجاح المعركة في سبيل إعادة الأحكام الإسلاميّة توعية المسلمين في هذا السبيل ثمّ تكاتفهم وتعاونهم في هذا الصدد ونسيان مسائل الخلاف في ما بينهم.
ولمّا نشبت المعركة الإسلاميّة في إيران بين سلطة الطاغوت وعلماء المسلمين يوم ذاك بدءا بمعركتهم من المدرسة الفيضية في الجامعة الإسلاميّة الكبرى بقم ، في اليوم الخامس والعشرين من شوال سنة ١٣٨٢ ه ، استبشرنا بها خيرا ، وحشّدنا كلّ طاقاتنا لمساعدتها ، وجنّدنا أنفسنا لخدمتها ؛ فقام علماء العراق بكلّ ما أوتوا من حول وقوّة بتأييدها ، جزاهم الله جميعا خيرا.
وكنت ممّن أقام الحفلات التأبينية ، وأقمت ثلاث ليال حفلة تأبينية كبرى في بغداد ، ألقيت فيها خطب توجيهية توضّح أبعاد المعركة الإسلاميّة في إيران وآثارها ومغزاها.
في مثل هذا الظرف سافرت إلى الحجّ وأنا أحمل معي شعارا وأطروحة ، شعاري الدعوة لتوحيد كلمة المسلمين في سبيل إعادة حياة إسلاميّة في البلاد الإسلاميّة ، وأطروحتي : النهضة الإسلاميّة المتمثّلة بالنهضة الإسلاميّة الّتي بدت طلائعها في إيران من قبل علماء المسلمين. وكنت أبذل الجهد في شرح