في البحث السابق ذكرنا آراء مدرسة الخلفاء في الإمامة وأدلّتهم عليها.
أمّا أتباع مدرسة أهل البيت (ع) فإنّهم يشترطون في الإمام بعد النبيّ أن يكون معصوما من الذنوب ، منصوبا من قبل الله عزوجل ، منصوصا عليه من قبل نبيّه (ص) ، لقوله تعالى لخليله إبراهيم (ع) :
(إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ، قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة / ١٢٤.
إذا فالإمامة عهد من الله يخبر نبيّه عمّن عهد الله إليه ، كما يخبر عن سائر أوامر الله وأحكامه ، وأنّه لا ينال عهد الإمامة من الله من كان ظالما ، وأنّ كلّ من لم يتّصف بالظّلم إلى نفسه ولا إلى غيره فهو معصوم.
وعلى هذا فالإمامة عهد وتعيين من الله ، والرسول مبلّغ إيّاها ، ويلزمها العصمة. وقد تحقّق هذان الشّرطان في أئمة أهل البيت (ع) كما يأتي بيانهما.