شهدت رسول الله (ص) تسعة أشهر يأتي كلّ يوم باب عليّ بن أبي طالب عند وقت كلّ صلاة فيقول : «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ ...) الصّلاة رحمكم الله» كلّ يوم خمس مرّات (١٥).
وعن أبي الحمراء ، قال : حفظت رسول الله ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرّة يخرج إلى صلاة الغداة إلّا أتى باب عليّ فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال : «الصلاة ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ ...)» (١٦)
وقال أبو برزة : إنّه صلّى مع رسول الله سبعة أشهر ، فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة ... (١٧).
وعن أنس بن مالك ستّة أشهر (١٨). وروى ـ أيضا ـ غيرهم في ذلك.
في هذه الآية ، أخبر الله عن المعصومين في عصر رسول الله خاصّة ، وعيّنهم الرسول بما فعل من نشر الكساء عليهم وقراءة الآية في ملأ من أصحابه عدّة شهور على باب بيتهم.
إنّ هذه الآية ، وما ورد عن رسول الله (ص) من قول وفعل في تفسيرها ، تكفي دليلا لإثبات عصمة أهل البيت (ع).
ومن الناحية العمليّة ، لم يسجّل التاريخ عن أئمة أهل البيت (ع) ما ينافي عصمتهم ، على أنّ التاريخ الإسلاميّ دوّن من قبل علماء مدرسة
__________________
(١٥) رواية ابن عباس في تفسير الآية وآية (وَأْمُرْ أَهْلَكَ). من الدر المنثور.
(١٦) أبو الحمراء : مولى رسول الله ، اسمه هلال بن الحارث أو ابن ظفر ، والحديث بترجمته في الاستيعاب ٢ / ٥٩٨. وأسد الغابة ٥ / ١٧٤. ومجمع الزوائد ٩ / ١٦٨.
(١٧) أبو برزة الأسلمي : اختلفوا في اسمه. توفّي في البصرة سنة ستّين أو أربع وستّين. روى عنه أصحاب الصحاح ٢٠ أو ٤٦ حديثا. ترجمته بأسد الغابة وجوامع السيرة ص ٢٨٠ و ٢٨٣. وحديثه المذكور في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩ ، لفظه : سبعة عشر شهرا ونراه من غلط النساخ.
(١٨) رواية أنس بمسند أحمد ٣ / ٢٥٢. والطيالسي ٧ / ٢٧٤ ، ح ٢٥٠٩. وأسد الغابة ٥ / ٥٢١. وتفسير الآية عند ابن جرير والسيوطي.