قال عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله (ص) على السمع والطاعة في (العسر واليسر) والمنشط والمكره. وأن لا ننازع الأمر أهله ... (١).
وعبادة هذا كان أحد النّقباء الاثني عشر على الأنصار يوم بيعة العقبة الكبرى (٢) حين قال النبيّ (ص) للنيف والسبعين من الأنصار الّذين بايعوه : أخرجوا إليّ اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم. فأخرجوا من بينهم اثني عشر نقيبا ، فقال رسول الله (ص) للنّقباء : أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ، ككفالة الحواريّين لعيسى بن مريم (ع) ...(٣).
إنّ عبادة بن الصّامت أحد أولئك النّقباء الاثني عشر روى من بنود البيعة الّتي بايعوا الرسول عليها : «أن لا ينازعوا الأمر أهله».
* * *
وإنّما أراد رسول الله (ص) من (الأمر) الوارد في هذا الحديث الصّحيح ، والّذي يذكر فيه أخذ البيعة من اثنين وسبعين رجلا وامرأتين من الأنصار أن لا ينازعوا الأمر أهله ، هو الأمر الّذي تنازعوا عليه في سقيفة بني ساعدة (٤) ، وأهل الأمر هم الّذين ذكرهم الله تعالى في قوله : (أَطِيعُوا اللهَ
__________________
(١) صحيح البخاري ، كتاب الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس ، ح ١ ، ٤ / ١٦٣. ولفظ العسر واليسر في صحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية ، ح ٤١ و ٤٢. وسنن النسائي ، كتاب البيعة ، باب البيعة على أن لا ننازع الأمر أهله. وسنن ابن ماجة ، كتاب الجهاد ، باب البيعة ح ٢٨٦٦. وموطأ مالك ، كتاب الجهاد ، باب الترغيب في الجهاد ، ح ٥. ومسند أحمد ٥ / ٣١٤ و ٣١٦ و ٣١٩ و ٣٢١ ، وراجع ٤ / ٤١١ منه.
وترجمة عبادة بسير أعلام النبلاء ٢ / ٣. وتهذيب ابن عساكر ٧ / ٢٠٧ ـ ٢١٩.
(٢) بترجمة عبادة في الاستيعاب ٢ / ٤١٢. وأسد الغابة ٣ / ١٠٦ ـ ٨١٠٧.
(٣) الطبري ، ط. أوربا ١ / ١٢٢١.
(٤) راجع نزاع الأنصار القبلي مع المهاجرين في فصل السقيفة وبيعة أبي بكر ، بأول الكتاب.