واستنهضت همم المسلمين لمساعدتهم.
وذكرت ثالثا أنّنا اليوم بحاجة إلى إيمان كإيمان أبي ذرّ وعمار وسميّة ، وشرحت ما تحمّلوا من الأذى على أرض مكّة الّتي نحن عليها في سبيل الإسلام.
* * *
وفي المدينة المنوّرة بلغ عميد الجامعة الإسلاميّة الشيخ عبد العزيز بن باز خبر لقاءاتي بالوفود الإسلاميّة وأنّ أحد علماء بغداد من وصفه كذا وكذا في المدينة المنورة ، فظنّني من أتباع مدرسة الخلفاء ورغب في أن أزور الجامعة الإسلامية بالمدينة ، وكانت جديدة التأسيس ، وأرسل إلينا من سيّارات الجامعة ما حملتنا إليها مع بعض علماء بغداد ومثقّفيها ووجهائها ، وكان أساتذتها قد اجتمعوا في بهو كبير بانتظارنا واستقبلونا فيه واحتشد على نوافذ البهو فريق من الطلّاب لمشاهدتنا. ولمّا استقرّ بنا المقام ، بدأت بعد حمد الله والثناء عليه بتقديم تحايا علماء المسلمين في العراق لهم وتهانيهم بتأسيسهم الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة ثمّ قلت :
إنّ رسول الله (ص) لما حلّ بهذا البلد المبارك بدأ بعقد التآخي بين المسلمين المهاجرين والأنصار ، وبنى على ذلك التآخي مجتمعه الإسلامي المجيد. وأنتم بوجود طلبة من خمس وأربعين دولة عندكم تستطيعون أن تقتدوا به وتقدّموا هذه الخدمة الجليلة للإسلام والمسلمين. والمسلمون اليوم بأمسّ الحاجة إليها ، فإنّهم في شتّى أصقاع الأرض ابتلوا بالاستعمار الغازي الكافر ؛ منهم من يئنّ تحت وطأته مباشرة ، ومنهم من يسيطر عملاؤه عليهم وبدءوا اليوم يجاهدون الاستعمار وعملاءه. فهذي الجزائر يجاهد مسلموها فرنسا ويجري عليهم ما يجري وفي أريتيريا يجاهد ثوارها هيلاسيلاسي إمبراطور الحبشة ويجري عليهم ما يجري وعلماء المسلمين في إيران يجاهدون