جاء يا أنس؟ فقلت : عليّ. فقام إليه مستبشرا فاعتنقه ـ الحديث (٦).
وعن الصحابي بريدة قال : قال النبيّ :
«لكلّ نبيّ وصيّ ووارث ، وإنّ عليا وصيّي ووارثي» (٧).
وفي المحاسن والمساوئ للبيهقي ، ما موجزه : إنّ جبرائيل جاء بهديّة من الله ليهديها الرسول (ص) إلى ابن عمّه ووصيّه علي بن أبي طالب ـ الحديث (٨).
كان هذا ما وجدناه في الوصية في أحاديث الرسول (ص).
الوصيّة في كتب الأمم السّابقة
روى نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفّين والخطيب في تاريخ بغداد واللّفظ للأول :
إنّ الإمام عليّا في مسيره إلى صفّين عطش جيشه في صحراء ، فانطلق بهم حتّى أتى بهم على صخرة ، فأعانهم حتى اقتلعوها وشرب الجيش حتّى ارتووا ، وكان بالقرب منهم دير ، فلمّا اطلع صاحب الدير على هذا الأمر قال : ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء وما استخرجه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ (٩).
__________________
(٦) حلية الأولياء ١ / ٦٣. وتاريخ ابن عساكر ٢ / ٤٨٦. وشرح نهج البلاغة ، ط.
الأولى ١ / ٤٥٠. وفي موسوعة أطراف الحديث عن اتحاف السادة المتّقين للزبيدي ٧ / ٤٦١.
وأنس بن مالك : أبو ثمامة الخزرجي ، روى عنه البخاري ومسلم ٢٢٨٦ حديثا. اختلف في سنة وفاته من ٩٠ ـ ٩٣ ه. الاستيعاب. وأسد الغابة. والإصابة. مرّت ترجمته في ص ١٣٤.
(٧) تاريخ دمشق لابن عساكر ٣ / ٥. والرياض النضرة ٢ / ١٧٨ عن بريدة وهو :
أبو عبد الله بريدة بن الحصيب بن عبد الله الأسلمي ؛ قدم المدينة بعد أحد فشهد مع رسول الله (ص) مشاهده وتحول بعده إلى البصرة وابتنى بها دارا. ثم خرج غازيا إلى خراسان فأقام بمرو وتوفّي بها. أسد الغابة ١ / ١٧٥.
(٨) المحاسن والمساوئ لمحمد بن إبراهيم البيهقي (كان حيّا قبل : ٣٢٠ ه) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط. القاهرة سنة ١٣٨٠ ه ١ / ٦٤ ـ ٦٥.
(٩) وقعة صفين ، ط. المدني بمصر سنة ١٣٨٢ ه ص ١٤٥. وتاريخ الخطيب ١٢ / ٣٠٥. وقد أوردنا الخبر بإيجاز من الأوّل.