ثمّ قال له : فأنا مصاحبك غير مفارقك حتّى يصيبني ما أصابك. قال : فبكى عليّ ثمّ قال : الحمد لله الّذي لم يجعلني عنده منسيا. الحمد لله الّذي ذكرني في كتب الأبرار. ومضى الراهب معه ، وكان ـ فيما ذكروا ـ يتغدّى مع عليّ ويتعشّى حتّى أصيب يوم صفّين. فلمّا خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليّ : اطلبوه. فلمّا وجدوه ، صلّى عليه ودفنه ، وقال : هذا منّا أهل البيت. واستغفر له مرارا (١٠).
الوصية في أحاديث الصّحابة والتّابعين
الوصية في خطبة أبي ذر
وقف أبو ذر على عهد عثمان بباب مسجد رسول الله وخطب وقال في خطبته :
(ومحمد وارث علم آدم وما فضّل به النبيّون ، وعلي بن أبي طالب وصيّ محمد ووارث علمه ...).
سيأتي تمام الخطبة في ذكر النوع العاشر من أنواع الكتمان في مدرسة الخلفاء إن شاء الله تعالى.
الوصية في حديث الأشتر
قال مالك بن الحارث الأشتر لمّا بويع أمير المؤمنين (ع) :
أيّها النّاس هذا وصيّ الأوصياء ، ووارث علم الأنبياء ، العظيم البلاء الحسن العناء ، الّذي شهد له كتاب الله بالإيمان ، ورسوله بجنّة الرضوان ، من كملت فيه الفضائل ، ولم يشكّ في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل (١١).
__________________
(١٠) صفين ص ١٤٧ ـ ١٤٨. وابن كثير ٧ / ٢٥٤.
والبليخ : اسم نهر بالرقّة ، يجتمع فيه الماء من عيون. معجم البلدان.
(١١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٧٨.