الوصية في حديث عمرو بن الحمق الخزاعي
عند ما جمع أمير المؤمنين الناس بالكوفة وخاطبهم في شأن المسير إلى صفّين لحرب معاوية ، قام عمرو بن الحمق الخزاعي وخاطب الإمام وقال :
يا أمير المؤمنين إنّي ما أحببتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك ، ولا إرادة مال تؤتينيه ، ولا التماس سلطان ترفع ذكري به ، ولكنّني أحببتك بخصال خمس : إنك ابن عمّ رسول الله (ص) ، ووصيّه ، وأبو الذريّة الّتي بقيت فينا من رسول الله (ص) ، وأسبق الناس إلى الإسلام ، وأعظم المهاجرين سهما في الجهاد (١٢).
الوصيّة في كتاب محمّد بن أبي بكر
كتب محمّد بن أبي بكر إلى معاوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمّد بن أبي بكر إلى الغاوي ابن صخر. سلام على أهل طاعة الله ممّن هو مسلم لأهل ولاية الله. أما بعد فإنّ الله ... انتخب
__________________
(١٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٢٨١.
وعمرو بن الحمق الخزاعي : هاجر إلى النبيّ (ص) بعد الحديبية ، سقى النبيّ (ص) فدعا له وقال : اللهمّ متّعه بشبابه ، فمرّت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء. شهد مع عليّ مشاهده كلّها وكان من أصحاب حجر بن عدي. وخاف زياد بن أبيه وهرب من الكوفة إلى الموصل واختفى في غار بالقرب منه ، فأرسل معاوية إلى العامل بالموصل ـ وكان العامل عمرو بن الحكم ابن أخت معاوية ـ ليحمل إليه عمرا فوجده ميتا ، كان قد نهشته حيّة فقطع رأسه وبعث به إلى خاله معاوية. وكان رأسه أول رأس حمل في الإسلام. وكان معاوية قد حبس زوجة عمرو بن الحمق ، آمنة بنت الشريد ، فوجّه إليها رأس عمرو فألقي في حجرها فارتاعت لذلك ثم وضعته في حجرها ووضعت كفّها على جبينه ثمّ لثمت فاه وقالت : غيبتموه عني طويلا ثمّ أهديتموه إليّ قتيلا فأهلا بها من هديّة غير قالية ولا مقلية. وكان قتله في سنة خمسين للهجرة. ترجمته بأسد الغابة ٤ / ١٠٠ ـ ١٠١.