إذا كان ما وصف به الامام الحسين أباه الإمام عليّا من أنّه وصيّ رسول الله (ص) مشهورا عندهم كشهرة نبوّة جدّه ، وأنّ عمّ أبيه حمزة سيّد الشهداء ، وأنّ جعفر الطيّار ذا الجناحين عمّه. ولذلك ذكره في ذكر نسبه ولم يردّ عليه أحد منهم.
عبد الله بن علي عمّ الخليفة العباسي السفاح يحتجّ بالوصيّة
دعا العباسيون في بادئ أمرهم الناس إلى القيام ضدّ الأمويين باسم آل محمد (ص) وكان يدعى أبو مسلم أمير آل محمّد (٢٤) وكانوا يحتجّون على خصومهم بالنصوص الّتي وردت عن رسول الله (ص) في حقّ آله بالحكم ، ولمّا تمّ لهم الاستيلاء على الحكم أداروا ظهورهم لآل محمّد (ص).
وممّن احتجّ بالوصيّة عمّ السفّاح أول الخلفاء العباسيّين ؛ فقد روى الذهبيّ عن أبي عمرو الأوزاعي (٢٥) ما موجزه :
لمّا قدم عبد الله بن عليّ عمّ السفّاح الشام وقتل بني أميّة بعث إليّ وقال في كلامه :
ويحك أو ليس الأمر لنا ديانة؟
قلت : كيف ذاك؟
قال : أليس كان رسول الله (ص) أوصى لعليّ؟
قلت : لو أوصى إليه لما حكم الحكمين. فسكت وقد اجتمع غضبا ، فجعلت أتوقع رأسي يسقط بين يدي ، فقال بيده هكذا ، أومى أن أخرجوه ؛ فخرجت ـ الحديث.
إنّ الأوزاعي احتجّ في ردّ الوصيّة بما احتجّ به الخوارج على الإمام عليّ
__________________
(٢٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٥٢. والتنبيه والإشراف للمسعودي ص ٢٩٣. وتاريخ ابن الاثير ٥ / ١٣٩ ـ ١٤٢ ـ ١٩٤ في ذكر حوادث سنة ١٢٩ و ١٣٠.
(٢٥) بترجمته في تذكرة الحفاظ ١ / ١٨١.