ألا إنّ خير الناس بعد ثلاثة |
|
قتيل التجيبي الّذي جاء من مصر |
فأجابه الفضل بن عبّاس بأبيات جاء فيها :
ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد |
|
وصيّ النبيّ المصطفى عند ذي الذكر |
وأول من صلّى وصنو نبيّه |
|
وأوّل من أردى الغواة لدى بدر(٣٢) |
وقال النعمان بن عجلان شاعر الأنصار في قصيدته ـ أيضا ـ بعد وفاة النبيّ (ص):
وكان هوانا في عليّ وإنّه |
|
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري |
__________________
(٣٢) تاريخ الطبري ، ط. أوربا ١ / ٣٠٦٤ و ٣٠٦٥. وتاريخ ابن الأثير ، ط. أوربا ٣ / ١٥٢ في ذكرهما ما رثي به عثمان.
والوليد بن عقبة بن أبي معيط بن ذكوان وكان ذكوان عبدا لأميّة فتبنّاه وألحقه بنسبه. وأمّ الوليد أروى أمّ الخليفة عثمان. أرسله رسول الله (ص) مصدقا إلى بني المصطلق ، فخرجوا يتلقونه ، فهابهم فعاد إلى رسول الله (ص) وأخبر أنّهم ارتدّوا ومنعوا الصدقة ، فنزلت فيه : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) الحجرات / ٦. فأرسل إليهم رسول الله (ص) غيره فأخبروه أنهم متمسّكون بالإسلام. ولّاه الخليفة عثمان الكوفة فشرب الخمر وصلّى بهم صلاة الصبح أربعا وهو سكران ، فعزله عثمان ، وقد ذكرنا تفصيل خبره في أول ذكر أخبار عصر الصهرين من كتاب أحاديث عائشة.
أقام في الرقة بعد عثمان وتوفّي بها. ترجمته في أسد الغابة والإصابة.
والفضل بن العباس بن عبد المطّلب ، أكبر ولد العبّاس. شهد مع النبيّ (ص) فتح مكّة وحنينا وثبت معه حين انهزم الناس ، وشهد غسل رسول الله (ص) ودفنه واستشهد يوم مرج الصفراء أو أجنادين بالشام وكلاهما سنة ثماني عشرة هجرية ، وقيل : استشهد يوم اليرموك. وترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.
قصد (بعد ثلاثة) أي بعد الرسول (ص) وأبي بكر وعمر. والتجيبي والتجوبي : نسبة إلى قبيلة من مذحج ، كانت تسكن محلّة بمصر وقيل لمن يسكن تلك المحلة ـ أيضا ـ التجيبي والتجوبي. وكان منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي الّذي اشترك في قتل الخليفة عثمان ، وإيّاه عنى الوليد بالتجيبي في شعره ، ومنهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي قاتل الإمام عليّ ، وكانت داره إلى جنب ابن عديس ، ومعنى البيت : ألا إنّ خير الناس بعد الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ـ أي عثمان ـ أصبح مقتولا بيد التجيبي الّذي جاء من مصر.
راجع مادة : (التجيبي) و (التدؤلي) في أنساب السمعاني ، وراجع مادة : (التجيبي) في الإكمال لابن مأكولا ١ / ٢١٤ و ٢٥٦ ، ومادة : (التدؤلي) في اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير.