ليس منّا من لم يكن لك في اللّ |
|
ه وليّا يا ذا الولا والوصية(٤٧) |
الوصيّة في كتاب ابن عباس
قال ابن عباس في وقعة صفّين في جواب كتاب معاوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك وفهمت ما سطرت فيه ، فأمّا ما أنكرت من سرعتنا إلى أنصار عثمان بالمساءة وسلطان بني أميّة ، فلعمري لقد أدركت حاجتك في عثمان حين استنصرك ، فلم تنصره حتّى صرت إلى ما صرت إليه ، وبينك وبينه في ذلك أخو عثمان لأمّه الوليد بن عقبة. وأمّا إغراؤك إيّانا بتيم وعدي ، فأبو بكر وعمر خير من عثمان ، كما أنّ عثمان كان خير منك.
وأمّا قولك إنّه لم يبق من رجال قريش إلّا ستة رجال ، فما أكثر رجالها وأحسن بقيتها ، وقد قاتلك من خيارها من قاتلك ولم يخذلنا إلّا من خذلك.
وأمّا ذكرك الحرب ، فقد بقي لك منا ما ينسيك ما كان قبله وتخاف ما يكون بعده.
وأمّا قولك إنّي لو بايعني الناس لأسرعت إلى طاعتي ، فقد بايع الناس عليّا ، وهو أخو رسول الله (ص) وابن عمّه ووصيّه ووزيره ، وهو خير منّي ، وأمّا أنت فليس لك فيها حقّ ، لأنّك طليق وابن طليق ورأس الأحزاب وابن آكلة الأكباد ، والسلام.
__________________
(٤٧) صفّين ص ٤٣٦ ، وكان فارس همدان وشاعرهم. ووادعة : بطن من همدان. الاشتقاق لابن دريد.
وفي ترجمته في الإصابة : له إدراك ، وهو أوّل من جعل سهم البراذين دون سهم العراب فبلغ الخبر الخليفة عمر فأعجبه ذلك وقال : امضوها على ما قال. الإصابة ٣ / ٤٧٨.