وقال أيضا :
ومن غاو يغصّ عليّ غيظا |
|
إذا أدنيت أولاد الوصيّ(٥٣) |
اشتهار لقب الوصيّ للإمام عليّ (ع) مدى القرون
وروى المبرد في الكامل وقال : قال الكميت :
والوصيّ الّذي أمال التجو |
|
بي به عرش أمة لانهدام |
قال المبرد : قوله : الوصيّ ، فهذا شيء كانوا يقولونه ويكثرون (٥٤).
إذا فالإمام عليّ كان مشهورا بأنّه وصيّ الرسول (ص) حتّى أصبح الوصيّ لقبا له كما كان مشهورا بكنيته أبي تراب.
واستشهد المبرد على قوله بأنّ الامام عليّا كان مشهورا بلقب الوصيّ بما ورد في شعر أبي الأسود الدؤلي قوله : (الوصي) مع اسم حمزة والعبّاس ، بلا تعريف لأحدهم حيث قال:
__________________
(٥٣) المحاسن والمساوئ للبيهقي ١ / ١٠٥.
(٥٤) التجوبي هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي ، قاتل الإمام عليّ (ع). وقيل له التجيبي والتجوبي نسبة إلى المحلة الّتي كان يسكنها بمصر قبل هجرته إلى الكوفة. راجع الهامش رقم ٣١ من هذا الفصل.
الكامل للمبرد ، ط. مكتبة المعارف ، بيروت ٢ / ١٥١.
والمبرد هو : أبو العباس ، محمد بن يزيد الأزدي الثمالي البصري. قال الخطيب البغدادي بترجمته : شيخ أهل النحو وحافظ علوم العربية ، من تأليفه : الكامل في اللغة. توفّي ببغداد سنة ٢٨٥ ه ، ترجمته بتاريخ بغداد ٣ / ٣٨٠ ، وكشف الظنون ، مادة : (الكامل).
والكميت : أبو المستهل ابن زيد الأسدي ، من أهل الكوفة. كان عالما بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها ، ثقة في علمه. ترجم شعره الهاشميات إلى الألمانية ، (ت : ١٢٦ ه). الأعلام للزركلي ٦ / ٩٢.