عن عائشة أنّ رسول الله (ص) بعث رجلا على سريّة وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فلمّا رجعوا ذكر لرسول الله (ص) فقال : سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك. فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحبّ أن أقرأ بها. فقال رسول الله (ص) : أخبروه أنّ الله يحبّه (٣).
ترى من يكون هذا الرجل الّذي يحبّه الله ولم تر عائشة أن تذكر اسمه؟ إنّه لو كان والدها الخليفة أبا بكر أو الخليفة عمر أو غيرهما من ذوي عصبتها مثل ابن عمّها طلحة ونظرائهم ، لذكرت اسمه ؛ ومهما بحثنا في مصادر مدرسة الخلفاء لم نجد اسمه ، فاضطررنا إلى مراجعة مصادر مدرسة أهل البيت ، فوجدنا الخبر في تفسير سورة الإخلاص من تفسير مجمع البيان وتفسير البرهان ، وباب معنى (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) من كتاب التوحيد للشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الصّدوق (ت : ٣٨١ ه) واللّفظ للأخير : عن الصحابي عمران بن حصين :
أنّ النبيّ (ص) بعث سريّة واستعمل عليها عليّا (ع). فلمّا رجعوا سألهم ، فقالوا : كلّ خير ، غير أنّه قرأ بنا في كلّ صلاة ب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). فقال : لم فعلت هذا؟ فقال : لحبّي ل (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). فقال النبيّ (ص) : ما أحببتها حتّى أحبّك اللهعزوجل (٤).
__________________
(٣) صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب فضل قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ح ٢٦٣ ، ص ٥٥٧. وصحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبيّ (ص) أمته في توحيد الله تبارك وتعالى ٤ / ١٨٢.
(٤) تفسير مجمع البيان للشيخ أبي علي أمين الدين ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت : ٥٤٨ ه) ، تصحيح أحمد عارف الزين ، مطبعة العرفان ، صيدا ، سنة ١٣٣٣ ـ ١٣٥٦ ه ١٠ / ٥٦٧. وتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ، (ت : ١١٠٧ أو ١١٠٩ ه) ط. الثالثة ، قم سنة ١٣٩٤ ه ٤ / ٥٢١. وتوحيد الصدوق ، ط. طهران ، سنة ١٣٨٧ ه ص ٩٤ ح ١١.
وعمران بن حصين أبو نجيد الخزاعي ، أسلم عام خيبر ، بعثه عمر ليفقّه أهل البصرة ، وكان من فضلاء الصحابة ومجاب الدعوة ، توفي بالبصرة سنة ٥٢ ه. أسد الغابة ٤ / ١٣٧ ـ ١٣٨.