(والّذي أحلف به أن كان عليّ لأقرب النّاس عهدا برسول الله (ص) عدناه غداة وهو يقول : جاء عليّ؟ جاء عليّ؟ ـ مرارا ـ فقالت فاطمة كأنّك بعثته في حاجة. قالت: فجاء بعد ، فظننت أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، قالت أمّ سلمة : وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه رسول الله (ص) وجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ قبض (ص) من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهدا) (١٠).
وفي رواية عبد الله بن عمرو :
(أنّ رسول الله (ص) قال في مرضه : ادعوا لي أخي ـ إلى قوله ـ فدعي له عليّ فستره بثوبه وأكبّ عليه ...) (١١) الحديث.
وممّا قاله الإمام عليّ (ع) عن وفاة رسول الله (ص) قوله :
(فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون) (١٢).
وقال أيضا :
(ولقد قبض رسول الله (ص) وإنّ رأسه لعلى صدري. ولقد سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي. ولقد وليت غسله (ص) والملائكة أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ، ملأ يهبط ، وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي
__________________
(١٠) أخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٣٨ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحّته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في باب : أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله (ص) ، من ترجمة الإمام عليّ ٣ / ١٤ ـ ١٧ بطرق متعددة ، وفي مصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٣٤٨. ومجمع الزوائد ٩ / ١١٢. وكنز العمال ، ط. الثانية ؛ كتاب الفضائل ، فضائل علي بن أبي طالب ، ح ٣٧٤ ، ١٥ / ١٢٨ وأخرجه سبط ابن الجوزي ، في تذكرة خواص الأمة ، باب حديث النجوى والوصية عن كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل.
(١١) كنز العمال ، ط. الأولى ، ٦ / ٣٩٢. وتاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٩. وترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ، ط. بيروت ، سنة ١٣٩٥ ه ٢ / ٤٨٤.
(١٢) نهج البلاغة ، الخطبة : ٢٠٢.