هينمة منهم يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه) (١٣).
مناقشة أحاديث أم المؤمنين عائشة
تفرّدت أمّ المؤمنين عائشة برواية ، أنّ النبيّ (ص) توفّي في حجرها في مقابل كلّ تلكم الأحاديث.
وأغلب الظنّ كما قلنا سابقا أنّها قالت ذلك في حرب البصرة ، أي بعد زمان الخليفتين عمر وعثمان ، وكذلك يناسب هذا القول عصر معاوية حيث كان ينهى عن نقل فضائل الإمام ويأمر بنقل ما يناقضها.
وعلى فرض صحّة قول عائشة أنّ النبيّ (ص) توفّي على صدرها ، هل كان ذلك مناقضا لما تواتر من أنّ الإمام عليّا كان وصيّ رسول الله (ص)؟ وأ لم يكن ثمّت زمان آخر ليدلي الرسول (ص) بوصاياه للإمام عليّ؟ كما تدلّ عليه روايات كثيرة مثل ما رواه أصحاب السنن والمسانيد عن الإمام عليّ ، قال :
(كان لي من رسول الله (ص) مدخلان : مدخل بالليل ، ومدخل بالنهار ، فكنت إذا أتيته وهو يصلّي تنحنح) (١٤).
وفي رواية :
(كانت لي من رسول الله (ص) منزلة لم تكن لأحد من الخلائق ؛ إنّي كنت آتيه كلّ سحر فأسلّم عليه حتى يتنحنح ...) (١٥) الحديث.
ومن تاريخ ابن عساكر عن جابر :
(لمّا كان يوم الطّائف ، ناجى رسول الله (ص) عليّا ، فأطال نجواه فقال بعض أصحابه : لقد أطال نجوى ابن عمّه. فبلغه ذلك ، فقال : ما أنا
__________________
(١٣) نهج البلاغة ، الخطبة : ١٩٧.
(١٤) سنن ابن ماجة ، كتاب الأدب ، باب الاستئذان ، ح ٣٧٠٨ ، ومسند أحمد ١ / ٨٠.
(١٥) مسند أحمد ١ / ٨٥ و ١٠٧ ويأتي تفصيله في باب مصادر الشريعة الإسلاميّة لدى مدرسة أهل البيت.