أحاديثها ، في أنّ الرسول (ص) توفّي بين سحرها ونحرها ، وأمثالها ، ومنشأ صدور الحديثين المتعارضين من أمّ المؤمنين عائشة ؛ وسببه ، اختلاف موقفها من الإمام علي. وبيانه:
موقفان مختلفان تجاه الإمام علي (ع)
بعد وفاة الرّسول (ص) بويع الخليفة أبو بكر ، وبقي عليّ ومعه جميع بني هاشم ستّة أشهر بحسب رواية أمّ المؤمنين عائشة لم يبايعوه حتى توفّيت فاطمة (٢٠) ، ثمّ بقي الإمام عليّ بعيدا عن الساحة ، حتّى أخريات خلافة عثمان ، حيث قادت أمّ المؤمنين عائشة (٢١) المعارضين من طلحة والزبير وغيرهما لمجابهة الخليفة أملا منها في أن يلي بعده ابن عمّها طلحة. ولمّا قتل عثمان وبايع المسلمون عليّا أقامت عليه حرب الجمل ، وانكسرت فيها وأرجعها الإمام عليّ إلى المدينة ، وبقيت حانقة عليه حتى استشهد ، ومرّ بنا إظهارها للسّرور من مقتله ، ثمّ ولي الحكم معاوية وجمع بينهما الموقف الواحد من الإمام ، ثم فترت العلاقة بينهما على أثر قتل معاوية لحجر بن عدي.
ولمّا أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد ، كان شقيقها عبد الرحمن بن أبي بكر من أشدّ المعارضين لبيعة يزيد ، وخطب مروان في مسجد الرسول (ص) وكان واليا على الحجاز من قبل معاوية ، فقال :
إنّ أمير المؤمنين قد اختار لكم ، فلم يأل ، وقد استخلف لابنه يزيد بعده.
فقام عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال : كذبت والله يا مروان! وكذب
__________________
(٢٠) مرّ مصادر الخبر في بحث السقيفة من هذا الكتاب.
(٢١) أوردنا تفاصيل موقف عائشة من عثمان ومعاوية في كتابنا : (أحاديث أم المؤمنين عائشة) فصل : مع معاوية ، وأوردنا فهرستا من تلك الوقائع.