مات عبد الرحمن ليفسح الطريق لبيعة يزيد ، كما توفّي قبله الإمام الحسن بسمّ دسّه إليه معاوية. اغتيل عبد الرحمن في هذا السبيل ، كما اغتيل سعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ولم يخف ذلك على أمّ المؤمنين عائشة ، فأقامت على بني أميّة عامّة حربا شعواء من الدعاية القويّة ضدّهم بدأتها بنشر ما سمعته من النبيّ (ص) في شأن مروان وأبيه الحكم ، وقابلت سياسة معاوية خاصّة والّتي كانت ترمي إلى طمس فضائل بني هاشم عامّة وبيت الإمام خاصّة ، لمقام الحسنين عند المسلمين ، وهو يريد أن يورث الخلافة في عقبه وبلغ الأمر به أن أمر بلعن الإمام عليّ (ع) على منابر المسلمين ، عندئذ قابلت أمّ المؤمنين عائشة هذه السّياسة مقابلة قويّة وأخذت تنشر في هذا الدور فضائل الإمام عليّ وشبليه الحسن والحسين سبطي رسول الله (ص) وزوجته فاطمة ابنة رسول الله (ص) ومن ثمّ روي عنها في فضائلهم بعض ما كانت سمعته من رسول الله (ص) وما شاهدته ، ومن جملته الحديثان الآنفان المتعارضان مع أحاديثها الأخرى في وفاة الرسول (ص).
* * *
كان موقف أمّ المؤمنين عائشة من حديث الوصيّة جزءا من عمل الخلافة القرشية مع أحاديث الرسول (ص) في شأن أهل بيته تبعا لسياسة عامّة قريش : (ألّا تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم) كما يأتي ذكرها في البحث الآتي بإذنه تعالى.