وسلم من قلوب بني هاشم.
فقال عمر : إليك عني يا ابن عباس.
فقلت : أفعل.
فلما ذهبت أقوم استحيا مني فقال :
يا ابن عباس مكانك! فو الله إني لراع لحقّك ، محبّ لما سرك.
فقلت : يا أمير المؤمنين! إن لي عليك حقّا وعلى كل مسلم ؛ فمن حفظه فحظه أصاب ، ومن أضاعه فحظه أخطأ. ثم قام فمضى (١).
وقفة تأمّل لدراسة الحديثين
في الحديثين صرح الخليفة عمر بأنّ قريشا كرهوا أن يجتمع في بني هاشم النبوّة والخلافة فيتبجّح بنو هاشم على قريش بجحا أي يتباهوا بذلك على قريش مباهاة.
وقال في الثاني : (فاختارت قريش لأنفسها فاصابت ووفّقت). إذا فقد بحثت قريش في أمر الولاية عن مصلحة أنفسهم ـ في ظاهر الأمر الدنيوي ـ وليس مصلحة سائر المسلمين. وأي فرق للمسلمين أيّ قبيلة من قريش وليت الحكم بعد رسول الله (ص).
وفي تصويبه عمل قريش لم يستدل بغير قوله (اختارت قريش لأنفسها) ولم يذكر أي دليل آخر من كتاب الله أو سنّة رسوله (ص).
ويستفاد من جواب ابن عباس (فلو أنّ قريشا اختارت لأنفسها حيث
__________________
(١) في ذكر سيرة عمر من حوادث سنة ٢٣ ه من تاريخ الطبري ط مصر الأولى ، ١ / ٣٠ ـ ٣٢ ، وطبعة اوروبا ، ١ / ٢٧٦٨ ـ ٢٧٧٢ ، والثانية منهما ـ أيضا ـ في تاريخ ابن الأثير ، ٣ / ٢٤ ـ ٢٥ ، واللفظ للطبري.