اختار الله عزوجل لها لكان الصواب بيدها) أمران :
أوّلا ـ إن اختيار قريش كان في غير ما اختاره الله ، ويقصد حيث اختار الله الإمام عليّا (ع). كما سنورد الآيات والأحاديث في هذا الصدد بعيد هذا إن شاء الله تعالى.
ثانيا ـ إنه ليس لقريش أن تختار غير ما اختاره الله. ويشير بقوله هذا إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب :
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٣٦). وشدد النكير على كراهية قريش أن تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم وقال : إن الله عزوجل وصف قوما بالكراهية فقال : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (محمد / ٩). وقد فصّلنا القول في مدلول حبط الأعمال في بحث «جزاء الأعمال» من كتاب «عقائد الإسلام» فليراجع.
وفي جواب الخليفة لابن عباس لم يجد ردّا لدعوى ابن عباس أن قريشا اختاروا غير ما اختار الله وغير ما أنزل الله ؛ بل جابهه بنقل ما بلغه أن ابن عباس قال : (إنّما صرفوها عنا حسدا وظلما) ولم ينكر ذلك ابن عباس ، بل أبان حجّته في هذا القول وقال :
(أمّا قولك : ظلما ؛ فقد تبين للجاهل والحليم).
يعني ابن عباس من قوله هذا أنّ قوله : بأنّ بني هاشم ظلموا في تنحية الإمام علي عن الحكم ليس يخص ابن عبّاس وحده ليكون هو الذي كشف بقوله ذلك عن تلك الحقيقة ، بل إن ذلك قد تبين لجميع الناس ؛ العاقل الحصيف منهم ، والجاهل الخسيس
وأجاب عن قوله (حسدا) وقال : (إن إبليس حسد آدم ونحن ولده