إنّكم سترون ربّكم عيانا (١٢).
وإنّ المسلمين يرون ربّهم يوم القيامة كما يرون القمر لا يضامّون في رؤيته (١٣).
وإنّ الله يقول يومئذ :
من كان يعبد شيئا فليتّبع. فمنهم من يتّبع الشمس ومنهم من يتّبع القمر ، ومنهم من يتّبع الطواغيت ، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة الّتي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم. فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا ، فإذا أتانا ربّنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة الّتي يعرفون ، فيقول : أنا ربّكم. فيقولون : أنت ربّنا فيتّبعونه ... (١٤)
وفي رواية :
حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله من برّ وفاجر ، أتاهم ربّ العالمين في أدنى صورة من الّتي رأوه فيها ، فيقال : ما ذا تنتظرون؟ تتبع كل أمّة ما كانت تعبد ، قالوا : ... نحن ننتظر ربّنا الّذي نعبد. فيقول : أنا ربّكم. فيقولون : لا نشرك بالله شيئا ، مرّتين أو ثلاثا ... فيقول : هل بينكم وبينه علامة فتعرفونه بها؟ فيقولون : الساق. فيكشف عن ساق (ثمّ يسجدون) (١٥) ثمّ يرفعون رءوسهم وقد تحوّل في صورته الّتي رأوه فيها أوّل مرّة ، فقال : أنا
__________________
(١٢) صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ٤ / ١٨٨.
(١٣) صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ). وكتاب الصلاة ، باب فضل صلاة العصر ، وباب وقت العشاء إلى نصف الليل ، وكتاب التفسير ، باب سورة ق. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما. والترمذي ، كتاب صفة الجنّة ، باب ما جاء في رؤية الرّبّ تبارك وتعالى ، ١٠ / ١٨ و ٢٠.
(١٤) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية. وصحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ٤ / ١٨٨ ، وراجع تفسير سورة : ق منه.
(١٥) ما بين القوسين ملخّص من لفظ الحديث في السجدة.