وسائر أفخاذ قريش ، وقادت أم المؤمنين عائشة أسرتها من تيم والمخالفين حتّى سقط الخليفة عثمان قتيلا في داره في المدينة وبمحضر من المهاجرين والأنصار (٧).
عند ذلك ملك المسلمون أمرهم وانحلّوا من كلّ بيعة سابقة توثقهم فتهافتوا على الإمام علي (ع) يبايعونه وفي مقدمتهم أصحاب رسول الله (ص) ، ولما ولي الإمام عليّ (ع) الحكم ألغى جميع امتيازات قريش التي منحوها على عهد الخلفاء قبله ، وساوى بين سروات قريش وسائر المسلمين ـ العرب منهم والموالي ـ في تقسيم بيت المال والمنزلة الاجتماعية ، فلملمت قريش أطرافها بعد أربعة أشهر من حكمه ، وأقامت عليه حرب الجمل التي اجتمع فيها مروان (المطالب بدم عثمان) وطلحة والزبير (اللذان حرّضا على قتل عثمان) بقيادة أمّ المؤمنين عائشة التي أفتت بقتل عثمان ثم أقامت قريش عليه حرب صفين. أقامت الحربين عليه باسم الطلب بدم عثمان ، وبذلك شوشت قريش على المسلمين في خارج المدينة الرؤية الصحيحة. وبعد تحكيم الحكمين بصفين خرجت على الإمام علي الخوارج بنهروان. ولهذا كلّه تكرر شكوى الإمام من ظلم قريش مثل قوله في كتابه لأخيه عقيل :
«فدع عنك قريشا وتركاضهم في الضّلال ، وتجوالهم في الشّقاق ، وجماحهم في التّيه ؛ فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله ، صلىاللهعليهوآلهوسلم قبلي ؛ فجزت قريشا عني الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ... الكتاب» (٨).
__________________
(٧) راجع كتابنا : (أحاديث أمّ المؤمنين عائشة) ط. بيروت عام ١٤٠٨ ص ٨٧ ـ ١٦٢ فصل في عهد الصهرين.
(٨) نهج البلاغة ، شرح محمد عبده ـ الرسائل ، الكتاب رقم ٣٦. والأغاني ط. ساسي ١٥ / ٤٤.