كتابة حديث الرسول (ص) ، وأحرق ما كتبه الصحابة من حديث الرسول (ص) ، وبقي المنع نافذا حتى عصر الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز وجرت أمور أخرى ذكرناها في فصل : (منع كتابة الحديث على عهد الخلفاء) من المجلد الثاني من هذا الكتاب ، وجرى بعد عهد الخلفاء الأربعة ما سنذكره على التوالي في ما يأتي إن شاء الله تعالى :
سياسة الخلافة القرشية وسائر بني أمية
أ ـ على عهد معاوية :
ذكر الجاحظ بإيجاز سياسة الخلافة القرشية على عهد معاوية كما رواه ابن أبي الحديد وقال :
قال أبو عثمان الجاحظ : إنّ معاوية أمر الناس بالعراق والشام وغيرهما بسبّ عليّعليهالسلام والبراءة منه.
وخطب بذلك على منابر الإسلام ، وصار ذلك سنة في أيام بني أميّة إلى أن قام عمر بن عبد العزيز (رض) فأزاله.
وذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ أنّ معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة : اللهم إنّ أبا تراب ألحد في دينك ، وصدّ عن سبيلك ؛ فالعنه لعنا وبيلا ، وعذبه عذابا أليما. وكتب بذلك إلى الآفاق ، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر إلى خلافة عمر بن عبد العزيز (١٣).
__________________
(١٣) شرح الخطبة السابعة والخمسين من خطب نهج البلاغة في شرح ابن أبي الحديد ط. مصر سنة ١٣٧٨ ه (١ / ٥٦) وهو مصدر ما نرويه عن شرح ابن أبي الحديد في ما يأتي.
وأبو عثمان الجاحظ هو عمرو بن بحر الليثي البصري اللغوي النحوي كان مائلا إلى النصب ومن كتبه (العثمانية) التي نقض عليه أبو جعفر الإسكافي والشيخ المفيد (ت ٢٥٥ ه) في البصرة.