ربّكم. فيقولون : أنت ربّنا (١٦).
في الجنّة
وأنّه قال عن المؤمنين في الجنّة :
ما بينهم وما بين أن ينظروا إلى ربّهم إلّا رداء الكبر على وجهه في جنّة عدن (١٧).
وأنّ أهل الجنّة إذا دخلوها يقول الله تبارك وتعالى :
تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون : ألم تبيّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربّهم عزوجل (١٨).
وأنّ رسول الله (ص) قال :
بينا أهل الجنّة في نعيمهم إذ سطع لهم نور ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الرّبّ قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : السلام عليكم يا أهل الجنّة!! قال :
وذلك قول الله : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ). قال : فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ، ما داموا ينظرون إليه ، حتّى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته (١٩).
__________________
(١٦) صحيح مسلم كتاب الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية ، ح ٢٢٩ ، واللفظ منه. وصحيح البخاري في تفسير سورة النساء ، باب قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ٣ / ٨٠ ، واللفظ فيه مختصر ، وكذلك في كتاب التوحيد منه ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ٤ / ١٨٩.
لو تفضّل الراءون ربّهم ووصفوا لنا صورة ربّهم الّتي رأوه عليها وساقه الّتي هي علامة بينهم وبين ربّهم لكان ذلك فضلا منهم كبيرا يشكرون عليه ويحمدون.
(١٧) صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ٤ / ١٩١. وفي صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربّهم ، ح ٢٩٦.
(١٨) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربّهم ، ح ٢٩٧.
(١٩) سنن ابن ماجة ، كتاب المقدمة ، باب في ما أنكرت الجهمية ، ح ١٨٤.