إلى قوله :
«هو في المسجد راقد ، فجاءه وهو مضطجع ، وقد سقط رداءه عن شقّه ، فجعل رسول الله (ص) يمسحه عنه ، ويقول : قم أبا التراب ، قم أبا التراب».
وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، قال : «أمر معاوية سعدا فقال : ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم.
سمعت رسول الله (ص) يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه ، فقال له عليّ : يا رسول الله! خلّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ؛ قال : فتطاولنا لها ، فقال : أدعوا لي عليّا فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولمّا نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : اللهم! هؤلاء أهلي» (٣٧).
ورواه المسعودي (٣٨) عن الطبري هكذا : قال :
«لما حجّ معاوية طاف بالبيت ومعه سعد ، فلمّا فرغ انصرف معاوية إلى دار الندوة ، فأجلسه معه على سريره ، ووقع في عليّ ، وشرع في سبّه ، فزحف
__________________
(٣٧) مسلم ٧ / ١٢٠ ، والترمذي ١٣ / ١٧١ ؛ والمستدرك ٣ / ١٠٨ و ١٠٩ ؛ وزاد فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة ، والاصابة ٢ / ٥٠٩ ؛ والنسائي في الخصائص ص ١٥.
(٣٨) مروج الذهب ٣ / ٢٤ في أيام معاوية ، ثم ذكر ما صدر عن معاوية في المجلس مما أربأ بقلمي عن ذكره