سعد ، ثمّ قال : أجلستني معك على سريرك ، ثمّ شرعت في سبّ عليّ؟! والله لأن يكون فيّ خصلة واحدة من خصال عليّ أحبّ إليّ ، ثمّ ساق الحديث باختلاف يسير وذكر في آخره أنّه قال : وأيم الله لا دخلت لك دارا ما بقيت ، ثمّ نهض».
أمّا ابن عبد ربّه فقد أورده باختصار في أخبار معاوية من العقد الفريد وقال : (٣٩)
«ولمّا مات الحسن بن عليّ حجّ معاوية ، فدخل المدينة ، وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله (ص) فقيل له : إنّ هاهنا سعد بن أبي وقّاص. رولا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخذ رأيه ، فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ، ثمّ لا أعود إليه ، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلمّا مات لعنه على المنبر ، وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا ، فكتبت أمّ سلمة زوج النبيّ (ص) إلى معاوية : إنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ، ومن أحبّه ، وأنا أشهد الله أنّ الله أحبّه ، ورسوله ، فلم يلتفت إلى كلامها» انتهى (٤٠).
وقال ابن أبي الحديد :
روى أبو عثمان ـ الجاحظ ـ أيضا أنّ قوما من بني أميّة قالوا لمعاوية : يا أمير المؤمنين! إنك قد بلغت ما أملت ، فلو كففت عن لعن هذا الرجل!رفقال : لا والله حتى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر له ذاكر
__________________
(٣٩) العقد ٣ / ١٢٧.
(٤٠) نقلته باختصار من كتاب (أحاديث أمّ المؤمنين عائشة) ، بحث دواعي وضع الحديث من فصل (مع معاوية).