وأنّه قال :
... أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشيّا. ثمّ قرأ رسول الله (ص) : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٠).
وأنّ رسول الله (ص) أخبر وقال : إنّ أهل الجنّة يزورون الله عزوجل ويبرز لهم عرشه ويتبدّى لهم في روضة من رياض الجنّة ، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلّا حاضره الله عزوجل محاضرة حتّى أنّه يقول للرجل منكم ألا تذكر يا فلان يوم عملت كذا وكذا؟ فيقول :
يا ربّ أفلم تغفر لي؟ فيقول :
بلى ... ثمّ ننصرف إلى منازلنا فتلقانا أزواجنا فيقلن :
أهلا ومرحبا ، لقد جئت وإنّ بك من الجمال والنور والطّيب أفضل فارقتنا عليه. فنقول :
إنّا جالسنا اليوم ربّنا عزوجل ويحقّنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا (٢١).
* * *
نكتفي بإيراد ما أوردنا من الأحاديث الكثيرة الوفيرة في صفات أع؟ الله ورؤية العباد ربّهم يوم القيامة ، لأنّنا بصدد ضرب المثل لبيان الخلاف ، ولسنا بصدد الإحصاء. وندرس في ما يأتي الخلاف حول ت؟؟ هذه الأحاديث.
الخلاف على تأويل تلكم الأحاديث
في المسلمين من يؤمن بظواهر تلكم الأحاديث ويرى الإيمان بها إيمانا
__________________
(٢٠) سنن الترمذي ، كتاب صفة الجنّة ، باب رؤية الرّبّ ، ١٠ / ١٨ ـ ١٩.
(٢١) سنن ابن ماجة ، كتاب الزهد ، باب صفة أهل الجنّة ، ح ٤٣٣٦ ، ص ١٤٥١ ـ وسنن الترمذي ، أبواب صفة الجنّة ، باب ما جاء في سوق الجنّة ، ١٠ / ١٦ ـ ١٧.