فضلا! (٤١).
تربية أهل الشام منذ زمن معاوية على بغض الإمام علي (ع) ولعنه
روى الثقفي في كتابه الغارات وقال : إنّ عمر بن ثابت كان يركب بالشام ويدور في القرى بالشام فإذا دخل قرية جمع أهلها ثم يقول :
أيّها الناس! إنّ علي بن أبي طالب كان رجلا منافقا أراد أن ينخس برسول اللهصلىاللهعليهوآله ليلة العقبة فالعنوه. قال : فيلعنه أهل تلك القرية ثم يسير إلى القرية الأخرى فيأمرهم بمثل ذلك (وكان في أيام معاوية).
خبر ليلة العقبة بإيجاز :
عند ما رجع النبيّ سنة ٩ للهجرة من غزوة تبوك ومرّ بعقبة هرشى على ملتقى طريق الشام والمدينة ومكة وفي أسفلها واد تسير القوافل منها فأمر الجيش أن يسيروا من بطن الوادي وسار هو ليلا من طريق عقبة هرشى فتآمر بعض المنافقين على نفر ناقة الرسول ليلا ليقتلوه فمنعهم من ذلك الصحابيان عمار بن ياسر وحذيفة اللذان كانا في صحبة الرسول. راجع خبره في إمتاع الأسماع (٤٧٧) ، ومادة هرشى من معجم البلدان ، ونسب عميل معاوية هذا العمل إلى ابن عم الرسول (ص).
الباعث لمعاوية على ما فعل :
إن كان دافع سائر قريش في ما فعلته مع الإمام علي (ع) ، كرهها أن
__________________
(٤١) شرح الخطبة (٥٧) من شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة.