حديث أسمعه عنك! قال : وما هو؟ قال : تأنيبي وذمّي! فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره» ، فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت من أربعين سنة ... الحديث. عرّض ابن عباس إلى بخل ابن الزبير في حديثه.
وقال أيضا : روى عمر بن شبّة عن سعيد بن جبير ، قال : خطب عبد الله بن الزبير ، فنال من عليّ عليهالسلام ، فبلغ ذلك محمد بن الحنفيّة (ت ٨١ ه) ، فجاء إليه وهو يخطب ، فوضع له كرسيّ ، فقطع عليه خطبته ، وقال : يا معشر العرب ، شاهت الوجوه! أينتقص عليّ وأنتم حضور! إنّ عليّا كان يد الله على أعداء الله ، وصاعقة من أمره ، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقّه ، فقتلهم بكفرهم فشنئوه وأبغضوه ، وأضمروا له السيف والحسد وابن عمه صلىاللهعليهوآله حيّ بعد لم يمت ؛ فلما نقله الله إلى جواره ، وأحبّ له ما عنده ، أظهرت له رجال أحقادها ، وشفت أضغانها ، فمنهم من ابتزّه حقّه ، ومنهم من ائتمر به ليقتله ، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل ؛ فإن يكن لذريّته وناصري دعوته دولة تنشر عظامهم ، وتحفر على أجسادهم ؛ والأبدان منهم يومئذ بالية ، بعد أن تقتل الأحياء منهم ، وتذلّ رقابهم ، فيكون الله عزّ اسمه قد عذّبهم بأيدينا وأخزاهم ونصرنا عليهم ، وشفا صدورنا منهم ، إنّه والله ما يشتم عليّا إلّا كافر يسرّ شتم رسول الله صلىاللهعليهوآله ويخاف أن يبوح به ، فيكنّي بشتم علي عليهالسلام عنه. أما إنّه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره ، وسمع قول رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه : «لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (٤٣).
__________________
(٤٣) شرح الخطبة ٥٧ من نهج البلاغة لابن أبي الحديد.