وقال ابن أبي الحديد :
وكان عبد الله بن الزبير يبغض عليّا عليهالسلام ، وينتقصه وينال من عرضه. (٤٤)
وقال اليعقوبي :
تحامل عبد الله بن الزبير على بني هاشم تحاملا شديدا ، وأظهر لهم العداوة والبغضاء ، حتى بلغ ذلك منه أن ترك الصلاة على محمّد في خطبته ، فقيل له : لم تركت الصلاة على النبيّ؟ فقال : إنّ له أهل سوء يشرئبون لذكره ، ويرفعون رءوسهم إذا سمعوا به.
وأخذ ابن الزبير محمّد بن الحنفيّة ، وعبد الله بن عبّاس ، وأربعة وعشرين رجلا من بني هاشم ليبايعوا له ، فامتنعوا ، فحبسهم في حجرة زمزم ، وحلف بالله الذي لا إله إلّا هو ليبايعنّ أو ليحرقنّهم بالنار ، فكتب محمد بن الحنفية إلى المختار بن أبي عبيد : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن علي ومن قبله من آل رسول الله إلى المختار بن أبي عبيد ومن قبله من المسلمين ، أما بعد فإن عبد الله بن الزبير أخذنا ، فحبسنا في حجرة زمزم ، وحلف بالله الذي لا إله إلّا هو لنبايعنّه ، أو ليضر منّها علينا بالنار ، فيا غوثاه! (٤٥) فوجّه إليهم المختار بن أبي عبيد بأبي عبد الله الجدلي في أربعة آلاف راكب ، فقدم مكّة ، فكسر الحجرة ، وقال لمحمّد بن عليّ : دعني وابن الزبير! قال : لا أستحل من قطع رحمه ما استحلّ منّي(٤٦).
__________________
ورواه اليعقوبي في تاريخه ، ٢ / ٢٦٢ ، أكثر تفصيلا من هذا ، وابن الزبير هو عبد الله بن الزبير الأسدي بويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية سنة ٦٤ في الحجاز والعراق واستمر حكمه حتى قتله الحجاج سنة ٦٧ ه.
(٤٤) شرح النهج لابن أبي الحديد ، ١ / ٧٨.
(٤٥) في نسختنا : فيا غوثا ، والصحيح ما أثبتناه.
(٤٦) تاريخ اليعقوبي ، ٢ / ٢٦١. ومحمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب (ت ٨١ ه).