بعد ابن الزبير :
بعد قتل ابن الزبير صفا الجوّ للخلفاء الأمويين من آل مروان فتابعوا معاوية في سياسته في شأن الإمام علي (ع) كالآتي بيانه بحوله تعالى :
ب ـ على عهد عبد الملك وابنه الوليد
روى ابن أبي الحديد عن الجاحظ أنّه قال :
وقال أبو عثمان : وما كان عبد الملك مع فضله وأناته وسداده ورجحانه ممن يخفى عليه فضل علي عليهالسلام ، وإن لعنه على رءوس الأشهاد ، وفي أعطاف الخطب ، وعلى صهوات المنابر مما يعود عليه نقصه ، ويرجع إليه وهنه ، لأنهما جميعا من بني عبد مناف ، والأصل واحد ، ولكنه أراد تشييد الملك وتأكيد ما فعله الأسلاف ، وأن يقرّر في أنفس الناس أنّ بني هاشم لا حظّ لهم في هذا الأمر ، وأنّ سيّدهم الذي به يصولون ، وبفخره يفخرون ، هذا حاله وهذا مقداره ، فيكون من ينتمي إليه ويدلي به عن الأمر أبعد ، وعن الوصول إليه أشحط وأنزح.
وقال أيضا :
روى أهل السّيرة أن الوليد بن عبد الملك في خلافته ذكر عليّا عليهالسلام ، فقال : لعنه «الله» بالجر ، كان لصّ ابن لصّ.
فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه أحد ، ومن نسبته عليّا عليهالسلام إلى اللصوصيّة وقالوا : ما ندري أيّهما أعجب! وكان الوليد لحّانا (٤٧).
__________________
(٤٧) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ١ / ٨٥ و ٧٥ و ٥٨. وعبد الملك بن مروان بويع له بالخلافة سنة ٦٥ ه وتوفي سنة ٨٦ ه وبويع بعده لابنه الوليد بالخلافة.