ويؤيد أن الوليد كان لحانا ما رواه أهل السير وقالوا :
إنّ روح بن زنباع قال دخلت يوما على عبد الملك وهو مهموم فقال : فكّرت في من أوليه العرب فلم أجده! فقلت : وأين أنت عن ريحانة قريش وسيدها الوليد! فقال لي يا أبا زنباع إنّه لا يلي العرب إلّا من تكلّم بكلامهم ، قال فسمعها الوليد فقام من ساعته وجمع أصحاب النحو وجلس معهم في بيت وطيّن عليه ستة أشهر ثم خرج وهو أجهل ممّا كان. فقال عبد الملك أما إنه قد أعذر (٤٨).
* * *
كان ذلكم بعض آثار سياسة الخلافة القرشية على عهد عبد الملك وابنه الوليد وبعضه الآخر ندرسه من خلال دراسة ما فعله واليهما الحجاج في هذا الشأن.
بعض ما فعله الحجاج تنفيذا للسياسة القرشية
روى ابن أبي الحديد بعض ما فعله الحجاج في هذا الشأن وقال : كان الحجاج لعنه الله يلعن عليا (ع) ، ويأمر بلعنه. وقال له متعرّض به يوما وهو راكب : أيها الأمير ، إن أهلي عقّوني فسمّوني عليّا ، فغيّر اسمي ، وصلني بما أتبلّغ به ، فإني فقير. فقال : للطف ما توصلت به قد سميتك
__________________
(٤٨) ترجمة الوليد في تاريخ الإسلام للذهبي ، ٤ / ٦٥ ، وقال الذهبي ـ أيضا ـ في ترجمة روح بن زنباع في سير أعلام النبلاء ، ط. الأولى ، ٤ / ٢٥١. وكان شبه الوزير للخليفة عبد الملك (ت ٨٤ ه).