الآفاق فصار سنة (٥٦).
وقال كثيّر بن عبد الرحمن يمدح عمر ويذكر قطعه السبّ :
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف |
|
بريا ولم تقبل إساءة مجرم |
وكفّرت بالعفو الذنوب مع الّذي |
|
أتيت فأضحى راضيا كلّ مسلم(٥٧) |
وقال الرضي أبو الحسن (ره).
ويا ابن عبد العزيز لو بكت |
|
العين فتى من أميّة لبكيتك |
غير أني أقول إنك قد طبت |
|
وإن لم يطب ولم يزك بيتك |
أنت نزّهتنا عن السبّ والقذ |
|
ف ؛ فلو أمكن الجزاء جزيتك(٥٨) |
* * *
إنّ عمر بن عبد العزيز لم ينجح في مسعاه لسببين :
أولا ـ لأنّ المسلمين كانوا قد اعتادوا على لعن الإمام علي ورأوا فيه سنّة لا ينبغي تركه ، وأبى بعضهم ترك لعن الامام علي (ع) على عهد عمر بن عبد العزيز مثل أهل حرّان كما رواه الحموي والمسعودي حيث قال :
قد كان أهل حرّان قاتلهم الله تعالى حين أزيل لعن أبي تراب ـ يعني علي بن أبي طالب (رض) ـ عن المنابر يوم الجمعة امتنعوا عن إزالته وقالوا :
لا صلاة إلّا بلعن أبي تراب. وأقاموا على ذلك سنة حتى كان من أمر
__________________
(٥٦) شرح الخطبة ٥٩ من نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، وأوجز منه في تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٠٥.
(٥٧) الأغاني ٩ : ٢٥٨ (طبعة الدار) مع إختلاف في الرواية.
(٥٨) ديوانه ، لوحة ١٢٤.