المشرق وظهور المسوّدة ما كان (٥٩).
ثانيا ـ لأنّ الخلفاء الأمويين من بعد عمر بن عبد العزيز أعادوا تلك السنّة السيئة كما ندرسها في ما يأتي بإذنه تعالى.
د ـ على عهد هشام بن عبد الملك
روى ابن عساكر في ترجمة جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن الحرّي مولى بني امية وقال : إنّه روى عن جدّه الجنيد أنه قال : أتيت من حوران إلى دمشق لآخذ عطائي فصليت الجمعة ثم خرجت من باب الدرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاصّ يقصّ على الناس فرغّب فرغبنا وخوّف فبكينا ، فلما انقضى حديثه قال اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليهالسلام. فالتفت إلى من على يميني فقلت له : فمن أبو تراب؟ فقال : علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأول الناس إسلاما وأبو الحسن والحسين. فقلت : ما أصاب هذا القاص ، فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك وأبو شيبة يقدمني ، فصاح : يا أمير المؤمنين! قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم. قال : من فعل بك؟ فقال : هذا فالتفت إليّ هشام وعنده أشراف الناس فقال : يا أبا يحيى متى قدمت؟ فقلت أمس وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصليت وخرجت إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقصّ فجلست إليه فقرأ فسمعنا
__________________
(٥٩) مروج الذهب ، ٣ / ٢٤٥. ومادة حرّان من معجم البلدان ، واللفظ للأول ، وحرّان مدينة بين الموصل والشام وتركيا وتخرج منها ابن تيمية (ت ٧٢٨ ه) مؤسس المذهب السلفي.