فرغب من رغب وخوف من خوف ودعا فأمنا وقال في آخر كلامه اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسألت من أبو تراب؟ فقيل : علي بن أبي طالب أول الناس إسلاما وابن عم رسول الله وأبو الحسن والحسين وزوج بنت رسول الله فو الله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت فكيف لا أغضب لصهر رسول الله وزوج ابنته؟! فقال هشام : بئس ما صنع ، ثم عقد لي على السند ثم قال لبعض جلسائه : «مثل هذا لا يحاورني هاهنا فيفسد علينا البلد فباعدته إلى السند» فلم يزل بها إلى أن مات وفيه يقول الشاعر :
ذهب الجود والجنيد جميعا |
|
فعلى الجود والجنيد السلام(٦٠) |
* * *
كان ذلكم عمل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ، وفي ما يأتي مثال من عمل ولاته :
عمل خالد بن عبد الله القسري
ذكر المبرد في «الكامل» أن خالد بن عبد الله القسريّ لمّا كان أمير العراق في خلافة هشام ، كان يلعن عليّا عليهالسلام على المنبر ، فيقول : اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، صهر رسول الله على ابنته ، وأبا الحسن والحسين! ثم يقبل على الناس فيقول : هل كنّيت (٦١)!؟
__________________
(٦٠) ترجمة جنادة بن عمرو بن الجنيد في تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران ٣ / ٤١٠ واللفظ له وفي مختصره لابن منظور ، ٦ / ١١٧ ـ ١١٨.
(٦١) الكامل ٤١٤ (طبعة اوروبا).
والمبرد أبو العبّاس محمد بن يزيد الازدي الثمالي شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية كان من أهل ـ